نعم،
لو كنت الليلة هناك حيث أنتمي إلى التراب و الماء و الهواء و الموروث ، لكنت الآن بوشم على الجبين و حنّاء في الشعر و اليدين و القدمين، و بكثير من الفخر بأقراط الفضة و بنظرات الحسد في عيون الجارات.
تذكرني الحناء بإحدى أغرب عادات قريتي .. أين كانت ( و ربما ما تزال ) المرأة ليلة العيد تلعق الأصابع المخضبة بالحناء بنية تنظيم النسل و تباعد الولادات .. لتكون السنوات الفاصلة بين حمل و آخر بعدد ما تتذوق إحداهن … من أصابع.
لا أدري متى تدرك المرأة هناك – و في أي مكان آخر – أن ولاداتها لن تتباعد حقا إلا بمقدار ما تقلّل من لعق .. الأصابع !
