– حبيبي ،، كلّما رأيت أو لمست حريرا تذكرت قريتي الساحرة تلك، هناك حيث من العار أن تلبس الفتاة الحرير إلا ليلة ” العمر ” كما يسمونها… وكم يتفنون في شراء أقمشة الحرير من مختلف الألوان ، و كأنها حفلة اغتصاب جماعي..
كان ملمسه الناعم يلهب خيالي، أما لونه الأزرق فيفتنني.. و الزهري على جماله فمحتكر حصرًا لإعلان الطهر صبيحة اليوم الموالي .
– تشابهت عادات الناس .. الهوس نفسه في الكثير من القرى ، يفعلون كل شيء ليجعلوا تلك الليلة طقسا استثنائيا.. و ربما كانت نعومة الحرير للتعويض عن خشونة الذوق، و لا أدري أما زال الناس في مجتمعنا يعتبرونها الليلة الأولى، أم أن هناك تواطؤا جماعيا على الإحتفاء بما فقدوا أو لم يفقدوا من شرف.. أذكر أن الخوف كان يعم القرية قبل أن يصل خبر نجاح الإختبار الأول ..
الغريب أن العريس كان يحتاج إلى دروس نظرية من الرفاق الذين سبقوه، و رغم أميته تلك كانوا يثقون بتأكيداته لمجرد رؤية بقعة دم حمراء على اللحاف.
– أشتهيك وأنا في ثوب من حرير ..
– سيكون الحرير طبقتين ، أنتِ و القماش، و اهتمامي بالطبقة الأولى أكثر.
