في كل عيد ..

كنت أنتظر الزوار الوافدين تباعا حسب تراتبية الأقرب فالقريب فالجار فشريك الأرض و الغلال .

كنت أستشف هذا التدرج من مستوى تحجب نسوة البيت صعودا من درجة السفور المحتشم إلى أقاصي الإحتجاب و التواري عن الأعين مع إبقاء عين الفضول شاخصة.

هكذاكنت أشم خطاه كلما اقترب موعد قدومه للتهنئة.

و كنتُ كلما هلّ ، أتكشف عمدا و أحدث في أرجاء البيت أقصى ما أهتدي إليه من جلبة .. و كم كان ذلك يحرجه حتى تختلط عليه مناسبة التهنئة أهي عيد الفطر أم عيد النحر !

و كم كان يفرحني ارتباكه كأنني بإحراجه أنتقم لأشواقي من تأخر قدومه..

فقرابة القلب أولى بالمعايدة .