جاهرتُ باستيائي من هوس الخليقة بالاختراق الإلكتروني ..
تفضل نابغة المقهى ( كما يعرّفه صحبه ) بعرض سخيّ ..
أن يسدّ منافذ الفضول وأن يجعل حالي ومالي وخيباتي الموثّقة في حصن منيع .
قلتُ : لأجرّب !
بخفّة ساحر ، شرّع النوافذ جميعها ،
وشتّت انتباهي ما بين حديثه ونقرات الأزرار .
وما زاغ بصري..
أيقن أن عرضه السريع هذا قد رفع حاجبيّ دهشة وإعجابا فطلب مني كتابة الرمز السريّ ، كي يؤّمن جميع ملفّاتي !.
لم أترددّ في تلبيته ..
ويبدو أن ثقة المعاكس الرّقمي ، لا تختلف في شيء عن ثقة معاكس القرية! الذي كان يحفر الحرف الأول من اسمي على جدران منزله.
ومع هذا ، بقيت أنتظر النّابغة ، وهو يحاول إبطال قفل طلاسمي ، فلم يفلح ..
اتهم أولا الجهاز وعيوب تصنيعه .
ثم ، شككّ ثانياً في صحة الرمز .
وأخيرا اهتدى إلى خدعة التواضع فسألني :
– ألا يوجد لديك قاعدة بيانات أو ألبوم صور أو ذاكرة حقيقية ؟ … ابتسمت ُ إيجاباً ، وأكملَ مستفهماً : في أي عصرٍ ترفلين ؟ ولماذا كنتِ تشتكين من محاولات الاختراق ؟..
أجبته ببراءةٍ مصطنعة :
– لأنني لا أثق بالحب على الجدران.