“أوان القطاف”
فتاة تقف أعلى السّلم شاردة ،
نظراتها تجمدت على شيء أبعد من البنايات الحاجبة للأفق أمامها .
ابتسامتها خفيفة لم تنضج إلى ضحكة أو تضمر إلى خط صامت منتهٍ .. تماما مثل وجهٍ رقمي ، في حال محادثة مملّة .
وقفتها.. ليست انتظاراً ، فالزاوية حيث تقف أشبه بمكبّ نفايات لما تعج به من أعقاب السجائر ومغلفات الوجبات السريعة .
ثيابها .. قطعتان رياضيتان تكشفان عن عدد ساعات حرقها للدهون بعدد عضلات بطنها .
والحذاء حسم المسألة ، ليس تكملة للعدة الرياضية أعلاه ، وليس من سهو التنسيق لموعد خاص .
ولكن أنّا لقارىء التفاصيل منهاَ ، فقد سُحِبتْ من شرودها وارتطم وعيها برائحة الواقع العفنة ، حين استفسرها أحد المارة بكم تبيعه هواها ! .
كعْبُ حذائها تكفّل بإنهاء أناقتها ..
ثمّ غادرت وهي تجيب :
لم يكُن النظر لمداءات الوصول يوما إلا منْ تجلياتِ النضج ..
**
فهل نضجتْ أخيرا ؟!