عرفيني باسمك على الأقل لأهمس به وأنا أقبلكِ ..

هل تعبث بي ؟

بل أنتِ من يريد جرفي إلى وادٍ سحيق .. لا قرار له .

نحن غريبان لنتصرف كعابريْن ..

منذ الْيَوْم الأول لمجيئك هنا ، ولما لم يكن حديث بيننا ، وطنت النفس على أنك لست .. عابرة . فكيف إن منحتني شرف العبور على خارطة جسدك .. !؟

عاودها المرح وشقاوة الطفولة ، فاقتربت من وجهه و هي تمد نحوه ذقنها و شفتيها المزموتين .. احتواها في لمح البصر، و غاصا معا.. في قبلة طويلة .. أسكرتهما.

التقطت بعضا من روحها وألقت برأسها على كتفه ، وهو يضمها ويهمس لها أن تُعرفه باسمها ..

دفعها قليلا ثم حملها بين ذراعيه ، وكمْ شعرت بأنها خفيفة تحلق في سماء صافية ..

كم تمنت أن تبقى أو تموت هكذا في هذه الوضعية المستسلمة .

أوقف تأرجحه بها وراح يتأملها وهي تتهرب من إزعاج الضوء لعينيها ، كان مبتسما في فرح ودهشة ..

أشعر وكأني أحلم ، لم ألهُ مع فتاة ساحرة مثلك منذ زمن طويل .. الحياة هي أنثى جميلة في لحظة طاعة واستسلام .. أنتِ الحياة أيتها الجنية !.

أرخت نفسها فزاد ثقل جسمها عليه ..

ثم تابع حديثه و هو منكب عليها :

لماذا أنت مغرية ومخيفة إلى حد العجز ؟

بل مستسلمة .. كما ترى .

ولكن بداخلك سر ّ، يحجمني عنك !

توقف عن التوغل في الأعماق ، وستعرف الراحة وربما أرحتني بعدها ..

أخذت تباعد وتقرب بين ساقيها بخفة ومرح، بينما أناملها تداعب شعرها الغجري .. كان يراقب حركاتها والدم يغزو وجهه ، في دفقات كادت تعمي بصره .

هلا توقفتِ ؟

هل أغريتك ؟

نعم فعلت وتفعلين بي ما هو أسوأ .. تفقدينني صوابي .

ثم ؟

هل نتواعد الليلة ؟

الليلة !؟ وماذا عن الآن .. أنا أشتهيكَ !

لستِ عابرة ، وللقائك تُوقد الشموع في ربوع الغرفة.

ولكن الرغبة هي .. فكرة .. لحظة .. أنفاس حياة ! ربما انقضت مع حلول .. الليلة ؟!

أجلسها متنهداً، ثم انتبه عن قرب إلى نهديها كم كانا صارخين في وجهه، عضّ على شفتيه وأحكم إغلاق فتحة فستانها موهما نفسه بسترِ ما لا يستر . نظرت إليه بعطف وامتنان ، ووقفت بسرعة ، وقالت له :

موعدنا الليلة إذن.

**

من حكاية #بنت_اللحظة

#ورقة_التوت

#ديهيا

المجموعة القصصية : ورقة التوت

تجدونها في معرض الجزائر الدولي للكتاب

المكتبة العصرية

جناح : B80

قاعة : القصبة

#سيلا_2018