يلازمها الدكتور كظلّها ، وليست بها حاجة طبية له ..
يزعجه صمتها ، تماما كما يفقد صوابه حين تخرج عن .. صمتها .
وكمحاولة أخيرة لإدارة الحديث والأخذ بزمامه ، وقف قبالتها وقال :
– يزعجني أني أفكّر بك وكثيرا، أنتِ أول مريضة بهذا المكان أناديها .. مريضتي !.
– ثم !؟ ..
– لماذا أنتِ مستفزّة في ردودك وفِي تجاهلك ، لماذا يصعبُ عليّ إقناعك ؟ لماذا تجعلينني أرتبك وأنا أشخِّص حالتك وكأني في مرحلة بحث تطبيقي يتوقف عليه مساري العلمي !؟
– ربما لأنك ممن يعتقدون أنهم يتربعون على عرش العلم أو وصلوا .. منتهاه.
– متعجرفة
– شكرا
– أعتقد أنك مغرورة ، ويسعدك اهتمام من حولك .. وتبالغين في جعلهم قلقين لأمرك !
– وليكن .. أنا كذلك ، هلاّ استجبتَ الآن لنداءات الممرضة ، فأنت تصرف من وقت وحاجة بقية مرضاك ، وأنا في حلّ من ذنبك في حقهم.
– آه ، هذا أمر آخر وليس أخيرا .. تتحليّن بإيمان عميق عكس ظاهرك السطحي !
– تلك عقيدة الإنسان ، حين يتناهى ضعفاً .. فيبحث عن يقين ما ، ينزل على قلبه بعض السكينة تماما كأجهزة التبريد الذاتي .
– لا أصدّقك ، أنتِ أقوى من أن تسلّمي عقلك إلى ما ورائيات مبهمة .
– والمعنى ؟
– أنتِ مؤمنة حقيقية ولست ظرفية الحاجة !
– دكتور بمرتبة فيلسوف .
– بل دكتور يهتّم لأمرك جدا أيتها المتعبة ..
– لهذا تعجز عن شفائي !
– يا فتاة هوّني عليك، فمن رحم الملمّات تولد المعجزات .. تفاءلي .
– دكتور ؛ هل عاشرتَ يوما امرأة بلا .. رحم !؟ .
وكأنها رأت لمعانا يشي بدموع وشيكة ، تباًّ .. كم تكره ملامح الشفقة على وجه الرجل ، تحيله إلى عاجز جنسي وهي ليست .. بالطبيبة .
Dehea.com🍃
#ديهيا
#ورقة_التوت