أعترفُ أني امرأة عابثة وفِي الكثير من المرات أكون سيئة حد الأذى ..

لستُ أتبجّح بقبيحِ صنائعي ، ولكن هكذا أجدني بلا مقدمات ولا محاولة منّي لكبحِ جماح طباعي .

..

وجدتهُ في حديقة الشاي أمام منزلي ، ينتقي بحذر باقة من الورود الطبيعية .. لمستُ حيرته في تنسيق الألوان ، فتقدمتُ غير عابئة بموقفه الحساس ، فهو في موقف العاشق حد الوله و مقدمات الشغف بمعشوقته ( فالورود رشوة البدايات ) .

عرضتُ عليه توليّ المهمة عنه، بحكم مهنتي وكوني امرأة ، فأنا أكثر فهماً للغة الألوان ومعانيها .

وغاب عنه أني أنثى، ولن تطاوعني نفسي أن أصنع الجمال بيديّ كي يُهدى لغيري إلا أن تكون نيّتي وضع الباقة في .. مزهريتي .

راح يقطف الوردة تلوى الأخرى وعبيرها يختلط بأنفاسه؛ فتعجبني خلاصة العطر التي يصلني شذاها كلّما اقتربتُ منه .. عمدا.

انتهيتُ بخفة من تنسيق جمعٍ من الألوانٍ لا يمكن في الحالات العادية أن تجتمع .. ولكن ثقتي أنه لم ولن يفقه من هذه التركيبة شيئا جعلني في غاية الطمأنينة وعيني وقلبي يرنوان إلى أمر أجَلّ .

– أراكِ امرأة في غاية الأناقة والذوق .

– فقط ..؟

ابتلع ريقه وتشجع ، وقبضة يده تشتد توترا على الأغصان الشائكة بلا ألم :

– وأراكِ راغبة .. بي !.

– وكيف عرفت ، بل كيف رأيت ؟

– أشم رائحة الرغبة عند المرأة من ملتقى نهديها ..

– هل تقبل دعوتي لاحتساء الشاي معا ؟

– إن قبلتِ باقة العطر .. هذه .

Dehea.com

#ديهيا

#ورقة_التوت 🍃