عدتُ ذات مرة من .. حب !كنتُ كمن بترت جميع أطرافها وبقي العقل مني فقط مدركا لحجم الألم ويرقب – بلا حول ولا قوة – نزفَ القلب المتواصل . 

لأيامٍ وليالٍ ، حالي أشبه بالهلوسة ، تارة أنسى تماما ، وفجأة يغمرني الحنين بفجيعة الفقد .

كنت أتمنى لو كان الحبيب ميتاً لأقمتُ له عزاء العمر ونذرت ُ ما تبقى من العمر في رثائه .

لكنه .. كان حيا، يسعى بين الناس بل وأقرب الناس ،

أصبحتُ أراه في كل مكان أكثر مما كنت أفعل حين كان حبيبا . وكأن الحياة وعدتني بالقصاص .. بالموت ضمأ والنبع على مرمى البصر والري!.
بعد سنوات عجاف ..

عدنا نتحدث ونذكر ما كان بيننا من هوس وفوضى بكثير من الضحك والاستغراب .. هل كنّا فعلا عاقلين أم كان بنا مس ّ من جنون !؟
نعم ، نعم .. ليس هناك اختلاف بين العائد من الحرب والعائد 

من الحب .