دخلتْ غرفة أختها بدون استئذان ، فهي لم تعتد بعد على أن هناك رجل في مخدع الصغيرة ..حاولت التراجع قبل أن ينتبه أي منهما ، ولكنّ الأوان قد فات .

البخور يلف المكان بغمامة بيضاء ويستر العروسين بخيوطه الكثيفة ، ولكن دخولها تبينته الأعين بوضوح ..

ضحكت بارتباك ، وحاولت الاعتذار ..

سارع هو إلى ارتداء روب الحمام وأعرض بوجهه حرجا .

– لا عليك َمن أختي ، لطالما كانت تبحث عني بمنطق المداهمة ..

– رائحة البخور جميلة ، أعتذر مرة أخرى .

– بل تفضلي .. تعالي لأريك شيئا .

دعوتُه لها كمن يريد القول أني استعدت ثباتي ، أو لم أفقده من الأساس .

فتح لها علبة فاخرة من حلوى الكاكاو ، فابتسمت لتذكره هوسها بهذه الحلوى .

أخذتْ قطعة واحدة وهي تنظر إلى الأسفل متحاشية نظراته التي تلاحقها بإلحاح .

تراجعت إلى الخلف تنشد الخلاص من الموقف ، ولكنه لكز ساعدها منبهاًّ إياها إلى .. أختها .

استغربت من وضعية جلستها وسط الفراش .. مريب أمرها قليلا ، بل كثيرا .

استأذن ليترك لهما حرية الحديث .

– مابكِ ؟ .. أعرف أني اقتحمت عليك غرفتك وأعتذر إن ساءك الأمر .

– لا ، لا … أعرفك مجنونة .

ورأت منها ارتباكاً وكأنها تريد الاختفاء ، وما تعودت منها كل هذا الحياء ! 

لم تفكر طويلا ، سحبت عنها الغطاء بسرعة ، وأقصى ما كانت تتوقعه أن تجدها عارية ! 

ولكن وجدت ساقيها متورمتين ويكسوهما بللُ .. !

– ما هذا ؟

– لا شيء ، كفيّ عن التطفل على حياتي أرجوك !

– لن أتركك قبل أن تجيبيني ، هل يعاملك بقسوة ؟ 

– لا ..

– ما هذا !؟ فسري لي الأمر إن كان يليق بالأزواج فعل هذا !؟ 

– هو يجد نفسه مرتاحا معي بهذا الشكل .. فما شأنك !؟

– وماذا عنكِ؟ هل تكتفين بحياة مراهقة تتسخ ثيابها الخارجية بماء الاحتلام !؟ 

خرجت مسرعة وغاضبة وكمّ من الأسئلة تصيبها بالدوار .

اتجهت حيث يقف هو عند الشرفة ، وكأنه كان ينتظر مقدمها :

– ماذا قَالَتْ لك ؟

– أنتَ قل لي ..! 

– كلُّ الأجساد عابرة إلاّ جسدك فهو مهد نزوتي وعرّاب مجوني ..