وجاءتني أخيرا ،،

لاهثة ، تخنقها الأسئلة :

– هل الزواج هو نهاية المتاعب أم بدايتها .. ؟

– لا خبرة لي .. لأخبرك بخلاصتها .

ترددت ْ كثيرا منتظرة مني مساعدة لحثها على قول المزيد ، ولكني كتمت ُفضولا أعرف تفاصيله وخباياه ..

كانت تشير إلى ساقيها ، وتستفسر ببلاهة :

– هل لحظت ِ تغيرا في مشيتي !؟

– لا ..

– ألا يقولون إن العروس تُعرف من مشيتها !؟

– لا أعرف ..

– مابك متذمرة ؟ وكأنك لستِ سعيدة لزواجي ؟

أصابتني في مقتل هذه الصغيرة .. قلت ُبصراحة قد تخفف عني وعنها :

– لا تنسي أنا الكبرى، ومتذمرة من كثرة الأسئلة.. لن أحسدك صغيرتي ، فبيني وبين الزواج لعنة .. أنا سعيدة لأجلك ثقي من هذا .

– أية لعنة ، زوجي يراك ِجوهرة ومحسود سلفا من يقتنيها .

اللعنة عليّ وعلى زوجك ..

– أخبريني ما الذي يتعبك من الزواج وأنت في أولى محطاته ؟

– لا أعرف ، أمضينا ليلتنا الأولى في همس وقليل من اللمس وكأنه يتعرف إليّ لأول مرة ، ثم أفرغ علبتين من السجائر حتى اختنقت . لم أسأله .. ثم أتى الْيَوْم الثاني ، وغرقنا معا في استقبال التبريكات وانتهى الْيَوْم بتعبه ثم نومه .. ولم أسأله.

– هل به خطب ما ؟ هل حدثك بشيء ؟

– لا ، ولن أثقل عليه ..

– هل أنتِ حزينة صغيرتي ؟ نادمة ..؟

– مستحيل ، فهو الرجل الذي خفق له القلب .. وقد اكتفيت من الدنيا بقربه .. لا لست حزينة ، ربما فقط أستعجل الإنجاب منه لا أكثر .

ختمت عبارتها الأخيرة بضحك طفولي .. ثم غادرت.

المزيد من الحكايات في المجموعة القصصية 
ورقة التوت