حين ينوء كاهلها بأثقال الروح وهواجسها ..تستجمع ما تبقى لها من جلد ، وتستحث كل طاقتها لتصل بها إلى مخدع التدليك .

وجدت الخبيرة الصغيرة حجما وعمرا ، مسالمة ، خانعة ، منتظرة زبائنها.. تساءلت كيف ستعيد لها هذه الصبية نشاطها وهي بالكاد تحتوي نفسها !.

المكان يفيض عطرا من حضارات سادت وبادت ثم بعثت حية فقط لولع الإنسان بأساطير الأولين .. وروائحهم.

قادتها إلى كهف حجري الديكورات ، وطلبت منها أن تحاكي نساء ذلك العصر ، فضحكت من طلبها الجاد ..

ولكن حين رأت من الخبيرة الفتية جدية وانتظارا، استوضحت منها المطلوب !.

التوضيح اقتضى سرعة في التنفيذ فهو من توقيت الجلسة محتسب . 

نزعت منها فستانها ، وطلبت منها الوقوف ووجهها إلى الحائط.

راحت تمرر أصابعها من أعلى الرقبة ثم في تدرج إلى الظهر فأسفله ..

بدأت تدفعها بهدوء وثبات نحو الجدار ، غرابة التجربة استهوتها ، فأسلمت نفسها الطبيعة المتصلبة ..

ولكن بسرعة اكتشفت أنه كلس طري ، ألقمته نهديها أولا وباقي أطراف جسمها .

أشاحت بوجهها قليلا كي تبقي متنفسا لها . على الأقل لتشهد نهاية هذا المشهد الأسطوري .

لم تتوقف المدلكة عن تليين العقد المتيبسة عند كتفيها ، وتعيد الكرة على ردفيها بقبضة محكمة، حد الألم .. 

فمن أين لها هذه الطاقة !؟.

نصف ساعة كانت كافية لإتمام توثيق انفعالاتها وآلامها … بل ورغباتها على جدار الكهف .

سحبت المدلكة لوحة الجير ، ووضعتها أمامها ، وكأنها مرآة راحت تتأمل في مفاتنها وكيف زُرعت ، ونتوءات الرغبة وكيف .. استُنفرت !. 

– ما هذا ؟

– أنت .. كأنك امرأة من العصر الحجري ، تضع أعضاءها على الجدار وترسم من حولها .

– يا لهذه التقنية الساحرة .. رسمتُ جسدي على الجدار ، وتركتُ النطقٓ .. للحجر.

ترددت قليلا الصغيرة الخبيرة، ونظرت إلى الأسفل وهي تلقي بنصيحتها الأخيرة لزبونة الليلة :

– سيدتي ، الحجر لن يغنيك عن .. الرجل!.

#ديهيا