مرة أخرى تختلط عليها حروف الرمز السري،تحاول جاهدة أن تتذكر، ولكن الذاكرة تخونها وتجعلها تستنجد بنظرها علّها تجد .. مجيرا.

القاعة كانت تعج بشباب عرفت منهم القليل ، وما من أحد انتبه لحيرتها.

عادت إلى مكتبها تعيد ترتيب الرموز من جديد، بمعانيها . 

فكل حرف هو ذكرى حب أو بأس أو رقم حظ أو منعطف .. عاثر.

طال عذابها – أو هكذا خُيّل لها – وفجأة وجدت نفسها في حضنه ، وهي لا تزال في صراع الذاكرة .

لم تكن في حضنه ، بل في حجره كانت جالسة وهو يملي عليها ما تكتب .

منذ متى وهي على هذا الحال !؟ .. أيضا لا تدري.

أنكرت من نفسها إذعانها لهذا الرجل تحديدا، فهو زوج ابنة عمها ، ولطالما كانت بينهما نقاشات الند والعارف والمخاصم ، ولا تذكر ودا قد جمعهما .. ولو خفيا !.

لم تطل بها التساؤلات ، فقد كان يغمرها بخدر، أجّلت معه كل .. جواب.

تتلاشى صورة ابنة العم ، فترى ملامحه بوضوح .. غامض التقاسيم ونظرات قاسية أغرقتها إغراء .. 

آلمتها منابت اللحية ولكن سريعا ما استكانت .. لها.

انتظرت أن يلتهمها بشفتيه القاسيتين، وراحت تقرب من وجهها وتلفحه قصدا بأنفاسها العطشى .. له !.

ولكن منذ متى .. اشتهت ْهذا الرجل !؟

لا يهمها مرة أخرى أن تعرف .. فقد خاطب جسدها وأتقن محاورته ! 

أعادت الكرة بمنحه فرصة التهامها، ولكن يده أحكمت الضغط والعبث بنهديها .. 

ثم وكأن جسدها تصلب بلا حراك من وسطه ..

تنتظر منه أن يدير جسدها إليه أو يخترقها من حيث .. يحتويها .

عذاب لا قبل لها به ، وحرج يقيد لسانها ويثقل مٓلٓكة البوح فيه.

ترغبه وتحثه أن لا تأخذه بها .. شفقة .

وهو في محور الصدر قابع .. يعتصره عصراً.

أرادت أن تأخذ منه زمام العبث، وتفتك منه .. تحررا .

تفقدت أزرار قميصها لتفكها له .. وجدت حمالتها رطبة ..

صرخت : ما هذا أهو اللبأ !؟ .

أرادت أن تلتفت إليه ، ولكن صوت الجهاز قد تعرف أخيرا على شيفرة الدخول .

#ديهيا