تسألني متى انبثقت ينابيع الرغبة عندي !؟
ربما حين كنت في الحقل أجني التوت ولما يتجاوز عمري الثانية عشرة
تعثرت قدمي بأحد الأغصان الشاردة الهشة ، فوقعت على مراحل مُحدثة جلبة من أثر إتلافي بقية الفروع والأغصان.
مر أحد الشباب وكان اسمه الطاهر ، وجدني ملقاة أتألم .. هرع لنجدتي وأراد حملي .
فزعت ُ وانكمشت ُ رفضا ..
طلبت منه أن يختصر معروفه وأن ينادي جدتي.
أبى أن يتركني على حال الألم الذي كنت عليه .. كان في العشرين من عمره .
كم بدا لي شهما طويلا .. وسيما.
طلب مني الكشف عن مكان الألم ..
كشفت عن ساقي ..
التورم بلغ الركب،،
عرض بحذر أن يدلكها فقط كي يتأكد أن لا كسر بها ..
وافقت ُعلى عرضه بصمت وكثير من التأوهات .
ذلك الملمس الحذر أفقدني صوابي ..
لمسٌ كالهمس .. تهدجت له آهاتي.
وحاله لم يكن بأفضل مني ، سوى أنه على فهمٍ أفضل مني .
كنّا نتحاشى النظر ، باتفاق لم يعقد أبدا.
فلا أنا طلبت منه التوقف عن جلسة التخدير تلك،،
ولا هو .. توقف .
مر ّوقت طويل .. كأني كنت أنتظر حدوث أمر جلل،، ولم يحدث .
فقط سمعنا صوت جدتي تبحث عني ،
انطلق كالمجنون ..
وأدركت حينها أننا كنّا على خطأ .. ما .
حين بلغت الخامسة عشرة ،، تقدم الطاهر لخطبتي.
أو هذا ما علمته من نميمة العصارى في القرية .
التقيته صدفة ذات ظهيرة وفِي يدي سلة توت أسود،،
نظر إليها بحزن وقال :
– حاولت أن أسترك ولكن والدك رفض .
تساءلت ُ حينها، وهل اللمس كفارته .. الزواج !؟
#ديهيا
اعجز ابدي إعجابي. بوركت اناملك الجميله ودمتي للمحبين قلم
إعجابإعجاب