كان اللقاء .. جافا باردا ،،كل شيء كان بحسبان .. من فواصل الحديث إلى نقاط الحسم .

الغضب الصامت من تأخره وعدم احترامه – ولو باعتذار سطحي الذوق – بدأ يتفاقم ، وزاده تجاهله لها .. 

تحول العمل إلى صفقة ثانوية ، وأنف هذا المغرور هو كل المكاسب التي تنشدها الآن .. بل وأبدا.

– أشعر بالجوع !

– عفوا !؟ أمامنا عمل وبعدها عندي ارتباطات .. 

– أنا أدعوك إلى عشاء من حيّز الزمن الخاص بعملنا !

– المطاعم عندنا غير آمنة من أعين من أعرف من الناس ! أرجو المعذرة سيدتي .

– لا بأس، فمكتب ضيق يجمعني بك أكثر أمانا .. لك !

انتبه إلى نبرة التهكم القاسية التي خاطبته بها ..

وحين رفع عينيه عن شاشة الكمبيوتر ليستفسر مقاصدها وجدها واقفة عند النافذة .

تنورة قصيرة من جلد أحمر لامع تضغط على فخذيها حتى لا تكاد ترى بينهما متنفسا . وقميص أبيض عقدت أطرافه عند وركيها .. 

كاد أن ينبهها إلى عدم لياقة هذا الزِّي للقاء من كان مثله .. ولكنه تراجع ، السيدة أعجبته .

لم تدر رأسها ،،

واصلت حديث العمل ، وحركة الجسد تصف تفاصيل المشروع ، وأحالته إلى .. حالها الأول .

أصبح في مأزق .. ما بين الاعتذار عن النزق البدائي ، 

وبين قبول دعوتها على العشاء ، ولتطمس أعين الرقباء !

لعن ورطته ، كثيرا .. ثم تساءل كيف ينتهي هذا الموعد اللعين !.

– هذا المبنى الضخم ، هل سيكون ملعبا !؟ لا أعرف جنس المباني في بدايات تشكيلها أبدا . حتى أسئلتها ، بها إيحاءات مدمرة . ثم التفتت إليه منتظرة جوابا ولكن من الزاوية التي تقف عندها .

وقف عند رأسها ، ليرى ما كانت تشير إليه .. ظلام دامس في الخارج واشباح بنايات ضخمة ، وهي تصر وتلح عليه أن يرى حيث تشير .

تدير وجهه بأطراف أصابعها ، توجهه حيث تريد فيلامس ذقنه خدها ،، وكل ظهرها من أعلاه إلى أسفله في .. حضنه .

وتذكرت بخبث كم مسمار دقّ قدمها وأدماها في بيوت كانت قيد الإنشاء .. ذات زمن .