كانت مستغرقة في النوم .. هدهدة الطائرة سحبت منها تشنجات التعب وإرهاق التفكير ..
طال الوقت أم كان كحلم قصير نومها هذا .. لا تدري ، ولكنها استيقظت تحت وطأة قلق ما ،، نعم هناك أعين كانت ترقبها !
كم من الوقت فعلت !؟ .. لا تدري .
اعتدلت في جلستها وعدّلت من الغطاء الدافئ ووزعته على كامل جسدها ، وكادت تخفي من تحته وجهها … لولا عيني الرقيب الشاخصتين فيها .. باستفزاز .
كان كهلا لم تحدس عمره بالضبط ، فالشيب يمتزج بسواد شعره في لون فضي لامع بظلال داكنة على الأطراف .
حاولت أن تتجاهله وتدير ظهرها له ، ولكن تذكرت مؤخرتها البارزة .. ربما تعثر بها وهو يذرع الطائرة .
فجأة ،، قررت محاورته ، بما أن النوم تأجل إلى حين.
عرفت أنه متقاعد ويحب أن يكسر كل فصل بنقيضه شرقا وغربا .. وأن له ابنة واحدة غادرته إلى الجامعة ولا يعرف عنها شيئا أو .. لا يهتم .
زوجته عندها فوبيا الأجواء وهو سعيد لهذا جدا .. وفقط .
لا شيء فيه مما يغري فضولها ، لولا أن رأت عنده ما يشبه لوحة سيراميك .. أعجبتها عن بعد !
اقتربت بفضول تتمعن نقشها .. ثم انتبهت إلى محاولته الفاشلة في إخفائها .. ثم باستسلام أجاب تساؤلها الصامت :
– راقبتك منذ المطار إلى أن نمت في مقصورتك .. أنت لا ترتدين حمالة للصدر ! هل هو طبيعي أم .. ؟!
ضحكت كيف ظلمت كثيرا قريتها ، هم وهذا الكهل المنحدر من جبال الألب سواء بسواء .. في مراقبة نتوءات الطبيعة .
رمت بقصد – وبتصويب واضح – قطعة السيراميك على النتوء الذي يتوسط حجره .
صرخ بقوة ..
عادت إلى فراشها من دون أن تعتذر ، النعاس يغازلها بقوة على صوت … أنينه.