أوقفها عند الباب قبل أن تفلت منه مرة أخرى..- هل أُبْعَث حيّا مرة أخرى .. معك ؟
– موتك خُلّد في ذاكرتي .. دعني أحتفظ بما تبقى لك من محاسن الذِكر عندي .
– وإن قلت لك إني .. مستميت في أمري معك حتى نهايته .
– إن هي إلا نهاية واحدة وقد .. انتهت .
بتوسل سحبها من يدها إلى حديقة الفندق المظلمة، واقترب منها كثيرا يبحث عن قبلة أخيرة …
ابتعدت بهدوء دون جزع كما كان يحدث لها في حياتهما الأولى ، وقالت له :
– أنا عاشقة ، وقد منحتُه ما تطلبه مني .. الآن.
تراجع في ذهول وصمت دهرا .. وبحزن ويأس قدم لها هدية – كعادته – ، ابتسمت هي الأخرى بيأس وحزن، وقالت :
– لن تُبعث أبدا، مادمت تزن نبض قلبك بمثقالي العرض والطلب.
– وهل جريرتي معك أني أراك … غالية !؟
– لا بل أشد جرما … طلبتُ عصيرا ، فأتيتني بثمره ذهبا ! ألا ما أعجب .. حمقك !