ارتشف القهوة وقوفا ،،ألقى إطلالة خاطفة على المرآة ، لم يعدل من أمره في شيء ..

رنين كومة المفاتيح ينبهها بخروجه الوشيك ،

نزلت الدرج سريعا حافية القدمين ، تناديه .. 

انتبه إليها قبل الخروج، كانت تتلفع بوشاح خفيف ، لا يستر سوى الجزء اليسير من طرفها العلوي …

تنهد يائسا ولكن قال لها باعتذار : الْيَوْمَ استثناء يا حبيبتي لا يمكنني !

ابتسمت ببراءة وقالت : فقط أريد تعديل ربطة عنقك ، وأتمنى لك يوما طيبا … 

استسلم بحنان ، ولكن ترك الباب مواربا وقدمه تمنع خلوة وشيكة .

تقدمت نحوه بكامل دفئها ومكرها وأسقطت عنها الوشاح ، النوم لا يزال ينفخ من ثقله تحت عينيها ولكن صدرها وردفيها استيقظا قبل الفجر .. وأعلنا الفجور عليه .

أنزلت يديه المقاومتين ووضعتهما خلفها حتى تنجز مهمة تعديل الربطة .

– تبا تبا .. هل قلتُ لك قبل الآن أنني مسكون برغبة مجنونة بمؤخرتك ؟

– لا لا .. لم تقل ذلك يوما .

جنّ جنونه ، ويدها تعبث بوسطه وتفتح السحاّب .

– حبيبتي .. حبيبتي !!!

خنقته بربطة العنق الحمراء ، وقالت له بتأنيب واثق :

– أنت من يدفعني الى الجنون دفعا .. دفقا!