‏‎امتلأت شقته بضيوف البغتة ..‏‎نظرت إليه بحزن .. وسحبت نظره إلى ساقيها الناعمتين كأنها تقول : أنظر إلى ما فاتك .. وإلى الأعلى و ما لا تعلم .

‏‎هز كتفيه .. وحاله يرثي حالهما : وهل سأطرد من أنعم علينا بالقدوم !؟ 

صمتت صبرا ، ولكن رغبتها التي تحولت إلى حزن يائس أصابته بشظايا حارقة .. 

استأذن ضيوفه بأن يجلب لهم ألبوم حياته الجديدة ..

يبدو أنه فقده ، استنجد بها بصوت خرق جدران غرفة النوم في إصرار أن يسمعه كل من في البيت وحتى الجيران .. كأنه يُشهد من حضر .. على صفاء نية الطلب .

خرجا بعد فترة .. كل شيء يبدو بخير .

لا أحد انتبه ..

الضيوف في همسٍ سامر لا يتوقف ، وأطباق المكسرات تتداول بينهم بلا خط نهاية .
عاد هو بينهم هادئا معيدا عبارات الترحيب الأولى بذهول واضح ..

وهي على طرف الأريكة تعدل خصلات الشعر النافرة ..
الضيف : أين ألبوم الصور .. يا ابني ؟

الضيفة : ما بال ساقيك متورمتين .. يا ابنتي ؟